ذكّرت بكين العالم هذا الشهر بأن قواتها المسلحة ليست فقط من بين أكثر الجيوش تفوقا عدديا في العالم، بل إنها تمتلك أيضا تكنولوجيا عسكرية متطورة تحت تصرفها.
طائرات الجيل السادس؟
ظهرت صور لطائرتين غامضتين مختلفتين تحلقان في سماء الصين على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الشهر، مما أثار تكهنات بأن هذه ربما تكون طائرات مقاتلة صينية جديدة من الجيل السادس.
إحدى هذه الطائرات، التي يطلق عليها الجمهور اسم J-36، هي طائرة ذات جناح طائر بدون ذيل، ويقدر طولها بحوالي 22 متراً وباع جناحيها بحوالي 20 متراً، ويبدو أنها تعمل بثلاثة محركات.
والطائرة الأخرى هي أيضًا طائرة بدون ذيل، وعلى عكس الأولى، تتميز بتصميم مشابه لجناح لامدا وتعمل بمحركين.
ومع ذلك، فإن هذه مجرد ملاحظات تستند إلى مقاطع فيديو لهذه الطائرات أثناء الطيران، ولا يُعرف أي شيء تقريبًا عن قدراتها الفعلية.
كيه جيه-3000
في ديسمبر/كانون الأول، أجرت طائرة الإنذار المبكر الصينية الجديدة KJ-3000 أول رحلة لها. وتبلغ حمولة KJ-3000 66 طناً، أي أكثر بـ 16 طناً من سابقتها KJ-2000، وهي مجهزة بمعدات قادرة على اكتشاف الطائرات التقليدية والشبحية.
وتسمح معدات الاتصالات والتحكم الموجودة على متن الطائرة لطائرة KJ-3000 بالعمل كمركز قيادة محمول جواً وتنسيق عمليات القوات البرية والقوات الجوية والبحرية الصينية.
سيتشوان
تعد السفينة الحربية الصينية سيتشوان أول سفينة هجومية صينية من الجيل التالي من طراز 076 وأكبر سفينة من هذه الفئة في البلاد. وقد تم إطلاقها في شنغهاي الأسبوع الماضي.
بفضل إزاحتها التي تبلغ 40 ألف طن، فإن سفينة سيتشوان قادرة على نقل القوات والمروحيات والمركبات البرمائية وحتى الطائرات ذات الأجنحة الثابتة إلى أي مكان ترغب فيه بكين.
ومن المتوقع أن يتم تجهيز السفينة بمنجنيق كهرومغناطيسي يسمح لها بإطلاق الطائرات، حسبما ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي"، ونقلت أيضا عن باحث صيني في بناء السفن لم تكشف عن هويته قوله: "من المرجح للغاية أن تحمل السفينة طائرات بدون طيار قتالية كبيرة وتتصرف مثل حاملة طائرات خفيفة الوزن".
إن السرعة التي تم بها بناء هذه السفينة، "من اقتراح في عام 2020 إلى أن تصبح جاهزة للإبحار في نهاية عام 2024"، تسلط الضوء على "معدلات البناء الأسرع بشكل هائل للسفن الحربية الصينية مقارنة بنظيراتها الأمريكية"، كما يلاحظ المحلل الجيوسياسي المخضرم والجندي البحري السابق براين بيرليتيك .
يقول بيرليتيك لوكالة سبوتنيك: "بدأ بناء سفن الهجوم البرمائية من فئة أمريكا في عام 2008، وتم تكليف أول سفينة من فئتها في عام 2014، وبحلول أواخر عام 2024، تم الانتهاء من سفينتين فقط". "في حين أن طراز 076 جديد تمامًا، فقد بدأ بناء فئة سفن الهجوم البرمائية من طراز 075 في عام 2018، وتم الانتهاء من ثلاث سفن بالفعل".
ويضيف أن حقيقة أن الطراز 76 من المرجح أن يقوم بتشغيل طائرات بدون طيار "تمثل خطوة أخرى في اتجاه كميات أكبر من الأنظمة القابلة للإنفاق والتي تعكس واقع الحرب الحديثة ضد الخصوم الأقران".
وعلى النقيض من الولايات المتحدة التي "تعطي الأولوية لنشر القوة العسكرية في مختلف أنحاء العالم"، فإن الجيش الصيني "تشكل من خلال إعطاء الأولوية للدفاع الإقليمي الصيني"، كما يشير بيرليتيك.
ويرى أن "بناء الصين لقوات صاروخية وبحرية وجوية قوية أمر ضروري لردع أي تعدٍ أميركي ومواجهة العدوان الأميركي. إن قدرة الصين على التفوق على الولايات المتحدة من حيث الطائرات والسفن والصواريخ تضمن أن أي صراع يندلع سوف ينتهي لصالح الصين على أمل أن يدرك صناع السياسات الأميركيون هذا حتى قبل بدء القتال".